أرشيف المدونة الإلكترونية

الأربعاء، 1 يناير 2014

التشويه الجنسي للإناث - Sexual mutilation of females


الختان الطهاره التشويه الجنسي للإناث المقدمة لا أظن أن هناك جريمة ترتكب في حق المرأة أكثر من جريمة "ختان الإناث" والتي لا فائدة لها كما يعتقد البعض بل هناك مخاطر تنتج عن عملية الختان ومنها مخاطر جسدية ونفسية وجنسية واجتماعية. وسنناقش هذا معاً. أن المهمة الرئيسية لهذا البحث هي محاولة فهم معنى الختان والأضرار التي تعود على الفتاة سواء بعد عملية الختان مباشرة أو بعدها بفترة. أن تحديد أسلوب الكتابة الذي سيتناوله هذا البحث وهو الأسلوب الأفقي وهو ذكر شيء عن الختان ومناقشته مباشرة. ويتلخص في الخطوات التالية: 1- سرد لمعنى التشويه الجنسي للإناث (ختان الإناث). ودرجاته ورأي القانون ورأي الكتاب المقدس في هذا التشويه. 2- أضرار التشويه الجنسي للإناث. وإليك هذه القصة التي من الممكن أن توضح كيف أن الختان أضرار من كل النواحي وهذه القصة من الواقع. أنا فتاة مخطوبة، ويوم الختان ترك بداخلي أثر كبير جداً من الخوف والرعب، ودي قصتي: في يوم من الأيام كنت بالعب مع صحباتى زى العادة، وكانت الداية في البيت اللي جنبنا، وشفت أهل صاحبتي وهم بيمنعوها من اللعب معانا، لكنى صممت إني أعرف أصل الحكاية إيه ويا ريتنى ما عرفت، شفتهم ماسكينها بعنف شديد وهى بتصرخ وتستنجد بأي حد يخلصها من أيدين الوحوش دول، وشفت الداية بتسن الموس وبدأت في إجراء العملية دى، كنت عاجزة عن إنقاذ صاحبتي لكن ما باليد حيلة، قعدت أبكى وأفكر كثير ولكنى تعبت من التفكير، وبعدها شفت الداية بتخرج من بيت صاحبتي وتدخل بيتنا، وخرجت أمي تدور علىَّ، مسكت إيدى بقوة، حسيت إن الخوف ملا قلبي وروحنا على البيت، ولما أمي سابت إيدى عشان تسلمني للداية، افتكرت صاحبتي وفكرت في إني أهرب منهم وإلا ها كون في موقف صاحبتي وهربت فعلاً، وكنت ببكى بشدة وأنا باجري ولكن ما سابونيش وكانت أمي بتجرى ورايا ولما تعبت من الجري، قعدت أستريح من الجري وحطيت إيدى على عيني وأنا ببكى جامد الدنيا اسودت في عينيا، وكنت بفكر في كل اللي حصل لصاحبتي، وفجأة أمي مسكتني وروحنا على البيت، ولقيت الداية مستنياني، صرخت في وشها، لكنهم كتموا نفسي، وكان عقابي على هروبي أنهم ربطوني زى الحيوانة عشان ما قدرش أتحرك، بعدها سنت الداية الموس وكان معانا أثناء العملية دى جارتنا، جت عشان تساعدنا أو بالأصح جت تجامل، ولا يمكن وصف حالتي لما شفت الداية بترفع الموس عشان تقطع من جسمي يمكن كنت أستحمل آلامي الجسدية لكن اللي مش ممكن احتماله هو الآلام النفسية لمشاهدة جارتنا الموقف ده لأني فعلاًً حسيت بالموت من الكسوف، وما دريتش إيه اللي جرى لي بعدها، وبعد ما فتحت عيني للمرة الثانية لقيت نفسي على سريري وكأني في بحر من الدم وشفت أمي بتبكى جنبي، وأبويا راح يجيب الداية مرة ثانية عشان تنقذني من النزيف، ولما جت الداية كسرت على الجرح حقنة عشان توقف النزيف، كانت مؤلمة وكنت باصرخ من شدة الألم، ولكن الحمد لله وقف النزيف، وعشت أصعب أيام حياتي شفت فيها الويل والعذاب، كان الجرح صعب إنه يلم بسرعة تعبت وتَعَبْت غيري معايا، وكنت ببكى لأن كل البنات أصحابي خرجوا يلعبوا ورجعوا لحالتهم الطبيعية إلا أنا، كنت ببكى لأني مش قادرة أتحرك من السرير، كان النزيف بيتعبنى لأني عندي سيولة في الدم، حسيت بأمراض كثيرة جداً خلال مروري بالعملية دى، ولكن الأصعب من كده هو أمراض ومشاكل ما بعد العملية بفترة، أولها الالتهابات اللي بعاني منها لغاية دلوقتى، والتبول اللاإرادي وآلام الظهر والتشوه اللي حصل لي في المنطقة دى، وكل الأمراض والألأم دى أنا بتحملها وما حدش يعرف عنها حاجة، لكن اللي مش ممكن احتماله هي مشكلتي في رفضي للجواز، وبالأصح هو مش رفض هو خوف من الجواز، يمكن مش عارفه أوصف مشكلتي لكنى مش قادرة أوصف أكتر من كده، أنا رفضت أول عريس، وأخفيت عن أهلي السبب الحقيقي، وطلعت فيه كل العيوب عشان يرفضوه وفعلاً أهلي رفضوه، وفرحت لكن الفرحة ما تمت وتقدم لي عريس تانى، حاولت أظهر فيه أي عيب عشان أهلي يرفضوه، لكنهم رفضوا يسمعوا أي كلام منى وقالوا لي هتتجوزيه، بصراحة أنا بحبه لكن خايفة منه، مش متصورة إن ها يتقفل علينا بيت واحد، أنا فعلاً تعبت من حياتي واسودت الدنيا في وشى، وبقول لكل أب ولكل أم حرام عليكم بناتكم، سيبوا البنات بطبيعتها لأن الله خلقنا وقال: "فإذا هو حسن جداً" ومن هذه القصة نعرف المخاطر التي تعود على الفتاة. وأقدم هذا البحث المتواضع للآباء والأمهات لأنهم هم المسئولين عن حدوث هذه العملية بطلب من كل القادة الدينيين ومن الأعلام التوعية عن هذا الموضوع . 1 الفصل الأول التشويه الجنسي للإناث (ختان الإناث) ختان الإناث: عبارة عن قطع عضو هام وهو "البظر" وهو عضو صغير يتدلى من أعلى الفرج وهو نسيج إسفنجي رقيق حساس يغطي الجزء العلوي من الشفرتان الكبيرتان وظنوا أن الحساسية الجنسية في هذا الجزء فقط لكن اتضح أن الحساسية الجنسية تظهر في كل الأعضاء الجنسية والجسدية. فختان البنت عادة سيئة يُحدث لها آلام مُبرحة ويحدث عنه نزيف بالإضافة إلى الآلام النفسية التي تصيب الفتاة في ذلك الوقت. كما قالت لليان فهيم: ختان الإناث هو تشويه العضو التناسلي الأنثوي من خلال الختان هذه العادة الهمجية الوحشية الغير متحضرة والتي تعتبر في الأصل عادة وثنية أفريقية قديمة. 1 درجات التشويه الجنسي للإناث لا تتبنى كل المجموعات البشرية نفس النوع من التشويه، إذ تختلف درجته وشدته من مجموعة لأخرى حتى داخل حدود نفس البلد، وقد قال جرجس عبد الملاك في كتابه: إن المجموعة العلمية الاستشارية لمنظمة الصحة العالمية في جنيف في يوليو سنة 1995 قد صنفت التشويه الجنسي لفئات إلى الدرجات التالية: 1- الدرجة الأولى: وتشمل إزالة غلفة البظر مع جزء منه أو البظر كله. 2- الدرجة الثانية: وتشمل قطع البظر مع جزء من الشفرتين الصغيرتين أو معهما بأكملهما. 3- الدرجة الثالثة: وتشمل قطع الأعضاء الجنسية الخارجية كلياً أو جزئياً، ثم خياطة الفرج تماماً مع ترك فتحة صغيرة لخروج البول ودماء الحيض وتضيق فتحة المهبل، وتسمى هذه الدرجة بالتكميم أو الرتق* أو غلق الفرج. 2 أوضحت البحوث والدراسات أن هناك الكثير من المعتقدات والدوافع الخاطئة لممارسة هذه العادة في مصر، وأهم هذه الدوافع ما يلي: 1- حماية الفتاة من الانحراف ظناً من أن الختان يقلل الرغبة الجنسية. 2- عادات وتقاليد موروثة تفرض نفسها حتى عند عدم الاقتناع بفائدة الختان. 3- الاعتقاد بأن الختان نظافة وتجميل ظناً بأن هذه الأعضاء زوائد سوف تنمو وتنمو إذا لم تقطع. 4- الاعتقاد بأن الختان يساعد على بلوغ البنات واكتمال أنوثتهن. 5- الاعتقاد بأن الختان مستحب دينياً (لدى الأقباط والمسلمون). 6- الاعتقاد بأن الرجال يفضلون الزواج من الفتاة المختتنة. 3 وهذه معتقدات خاطئة حيث أن الختان لا يقلل الرغبة الجنسية، فالرغبة الجنسية أمر نفسي جسدي أي أن جزءاً منه نفسي والآخر جسمي، وهو يختلف اختلافاً كبيراً بين الإناث، كما يختلف الناس في كثير من الأشياء والعادات، وعلينا أن نعرف أنه لا علاقة بالخُلق والأخلاق الحميدة بهذه العملية. وفي رأيي أن المجتمع الذي يوافق على إجراء هذه العملية مجتمع أناني لا يضع المرأة في وضعها السليم. وقد أجريت مقابلة مع مشرفة الصحة الإنجابية الأستاذة/ حنان لمعي وقد قالت هذه الأشياء بواقع عملها مع السيدات وقد وجدت هذه الأفكار الخاطئة عن ختان الإناث وهي: 1- موضوع تربية وعفة ودين ولكن الحفاظ على العفة يأتي أولاً وقبل كل شيء بالتربية الحسنة المبنية على المبادئ المسيحية في ظل بيت مسيحي ملء بالحب والحنان. ملحوظة: أن راقصات شارع الهرم تمت لهم عملية الختان هل عملية الختان هنا كانت سبب عفة لهم بالطبع لا لأنهم أصحاب بيوت دعارة. 2- أنه عادة فرعونية (طلعنا لقينا كده) الباء والأجداد. 3-عدم الختان يؤدي إلى عدم الإنجاب. 4-الختان يتم قطع الجزء الذي يؤدي إلى الإثارة الجنسية للفتاة 5-الختان يؤدي إلى النمو الصحي للفتاة. ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ * التكميم أو الرتق: هو غلق الفرج الموجود بالمهبل . 1 لليان فهيم، البيت المسيحي، 122. 2 جرجس عبد الملاك بدير، الثقافة الجنسية، 5. 3 كاريتاس مصر – قطاع الصحة، جسم الإنسان والوقاية من الأمراض، 125. 2 وقد قالت أيضاً هذه المشرفة: أن مصر تحقق الرقم القياسي في الختان ويتم في العالم الختان ما يقرب من 2 مليون طفلة سنوياً أي بمعدل 666666 شهرياً أي 548 طفلة يومياً، 228 طفلة كل ساعة 3,8 طفلة كل دقيقة. 1 وقد قال محمد قرني: من المعتقدات العتيقة أن أكثر فصول السنة ملائمة لإجراء هذه العملية هي أشهر الصيف وخاصةً شهر أغسطس وفي مناسبات الاحتفال ... ويتوافد على المستشفيات الخاصة ... عشرات الأطفال ... في حالة نزف شديدة يعرض حياتهن للخطر وأحياناً للموت. وذلك لأن استئصال هذه الأجزاء يقتضي بالضرورة قطع عدد من الشرايين مما تعالجه الداية بالمواد الكاوية التي تزيد الألم. 2 نسب الموافقة على إجراء عملية الختان كالتالي وقد قال خالد منتصر: والدان فقيران أميان 99 % فقراء + تعليم أساسي 96 % فقراء + تعليم عالي 12 % متوسط دخل + أمي 88 % متوسط دخل + تعليم أساسي 63 % متوسط دخل + تعليم عالي 5 % ثراء + أمية 35 % ثراء + تعليم عالي صفر 3 الرأي القانوني في ظاهرة ختان الإناث أولاً: إن ختان الإناث هو استئصال جزء من جسدهن بصرف النظر عن وظيفته. ولا يوجد أي مبرر طبي أو واقعي لاستئصاله. ومن يقوم به وكيفية إحداثه هو جريمة يعاقب عليها القانون بل تزيد المسئولية الجنائية لتضم أفعالاً أخرى يعاقب عليها القانون "هتك عرض فتاة بالقوة". ثانياً: يمكن اعتبار ختان الإناث. أحد الأفعال المعاقب عليها بالمادة (240) عقوبات، والتي تنص على العقاب بالسجن من ثلاث لخمس سنوات لكل من: "أحدث بغيره جرحاً أو ضرباً نشأ عنه قطع أو انفصال عضو فقد منفعته ... وشددت المادة العقاب إلى حد الأشغال الشاقة من ثلاث سنين إلى عشر سنوات في حالة سبق الإصرار أو التربص أو الترصد. 4 رأي الكتاب المقدس في ظاهرة ختان الإناث السبب الهام الذي يؤدي إلى هذه الممارسة فهو الاعتقاد الخاطئ بأنها ممارسة دينية. والحقيقة أن اليهودية والمسيحية لا يشيران من قريب أو من بعيد لختان الإناث. هذا في الوقت الذي كان فيه ختان الذكور أمراً إلهياً، ويعتبر بتر أو تشويه العضو الجنسي نادراً في بعض الأقطار الإسلامية مثل سوريا والأردن ودول الخليج العربي التي تزداد فيها جداً أهمية التقاليد الموروثة. وقد أجريت مقابلة مع القس ممدوح مراد عن رأي الكتاب المقدس في ظاهرة الختان وقد قال : الكتاب المقدس ذكر في شواهد كثيرة عن الختان وأن معنى كلمة ختان هي تطهير ذكرت أول مرة في تك (17: 10-12) على أن يختن منكم كل ذكر وتكون علامة ويكون ابن ثمانية أيام يختن، وكان الكلام لإبراهيم صريحاً على أن كل ذكر لا يختن تقطع تلك النفس من شعبي. إذ كان من أهل البيت وعبد مبتاع ولم يذكر عن ختان الإناث ولا مرة لأنه كان الذكور فقط ثم تجددت سُنة الختان لموسى في (لاويين 12: 3) وفي كل المواضع التي ذكرت في الكتاب المقدس كان الختان ضرورة لذكور فقط وأنه لم يكن شاهد واحد يتكلم على ختان الإناث وذلك لأنه في رأيي الخاص هو جريمة في حق الإناث لأنه غير مفروضاً عليهم في الشريعة ولا في الكتاب المقدس وكما أنه يعرض الإناث إلى مخاطر صحية وأيضا جنسية ولذلك أنا أرفض رفضاً باتاً ختان الإناث لأن الكتاب المقدس صريح لم يطلب منا ختان الإناث ولكن كان يطلب ختان الذكور فرأي الكتاب المقدس صريح لا يوجد ختان إناث وفي العهد الجديد أصبح ختان الذكور ليس فرضاً لكنه احتياج صحي كما قال بولس (غلا6: 15). 5 ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 1 مقابلة مع الأستاذة/ حنان لمعي، الصحة الإنجابية، أسيوط العزية، 30/6/2010. 2 محمد قرني، أسرار المرأة، 44. 3 خالد منتصر، الختان والعنف ضد المرأة، 55. 4 جرجس عبد الملاك بدير، الثقافة الجنسية، 10. 5 مقابلة مع القس/ ممدوح مراد، الكنيسة الرسولية، أسيوط العزية، 2/7/2010 3 الفصل الثاني أضرار التشويه الجنسي للإناث (ختان الإناث) أولاً: المضاعفات الجسدية لممارسة ختان الإناث (أ) المضاعفات العاجلة (أثناء الختان أو بعده مباشرة) 1- الألم: وسببه غنى الأنسجة المصابة بالنهايات العصبية الحساسة، لذلك يكون الم شديداً. كما يقول كتاب ختان الإناث: سبب أن الأنسجة التي يتم بترها غنية بالكريات والنهايات العصبية، وتجرى عملية الختان دون تخدير، وحتى في حالة استخدام مخدر موضعي، فإن الشعور بالألم يعاود الفتاة فور انتهاء مفعول المخدر، ناهيك عن آلام الوخز لحقن المخدر الموضعي في هذه الأنسجة شديدة الحساسية. 1 2- النزيف: "تتضاعف الأخطار الناجمة عن النزيف في حالة إحجام القائم بالختان عن تحويل الطفلة إلى المستشفى خوفاً من المسائلة القانونية، أو وضع مواد ضارة على مكان النزف (مثل البن أو الحناء أو رماد الفرن أو العسل أو الليمون...) مما يسبب عادة تلوث الجرح)". 2 3- الصدمة العصبية: "وهي رد فعل الجسم للألم والنزيف وأعراضها انخفاض شديد بضغط الدم وحرارة الجسم وإغماء مما قد يستدعي نقل الدم للفتاة لإنقاذ حياتها". 3 4- متاعب بولية: تشعر الفتاة المصابة بألم شديد عندما يمس البول الحمض الجرح، وقد يؤدي الألم إلى احتباس البول، كما قد يُحدث هذا الاحتباس من تهيج وتورم الأنسجة المصابة حول فتحة مجرى البول. ويترتب على احتباس البول آلام شديدة أسفل البطن، وتكاثر الميكروبات في البول الراكد المتجمع بالمثانة. 5- إصابة أعضاء مجاورة: مثل فتحة مجرى البول أو المهبل أو الفخذين أثناء عملية الختان نتيجة محاولات الفتاة الهروب ممن يقيدون حركتها. 6- إعاقة حركية: تعجز الفتاة عن التنقل وممارسة حياتها الدراسية واللعب لمدة تتراوح بين أسبوع أو شهر بعد الختان. 4 7- إصابات بالعظام والمفاصل: يؤدي الضغط على الفتاة عند حدوث عملية الختان إلى كسر العظام سواء الفخذين أو الذراعين. 8- التهابات حادة بموضع التشويه: فالجرح في مكان حساس كهذا عرضة للتلوث وكما يقول جرجس عبد الملاك بدير: "الجرح في مكان كهذا عرضة للتلوث، إما بسبب استخدام أدوات ملوثة، أو أشياء ملوثة لإيقاف النزيف، أو لأن المنطقة عموماً قريبة من فتحة الشرج وأي جرح فيها عرضة للتلوث بالبكتيريا القولونية. فقد تعالج هذه الالتهابات وتشفى أو تترك آثاراً مزمنة، وقد تتفاقم وتحدث غرغرينا بالفرج، أو قد تغزو الميكروبات الدم وتسبب التسمم الدموي، وهو أحد أسباب وفاة الفتيات من جراء تشويه أعضاء التأنيث لديهن".5 (ب) المضاعفات المزمنة (الآجلة) وتحدث بعد ممارسة الختان بفترة طويلة شهور أو سنوات وقد تستمر مدى الحياة. 1-الالتهابات المزمنة بالجهاز البولي: نتيجة انتشار العدوى من خلال الفتحة الخارجية لقناة مجرى البول إلى المثانة البولية ثم الحالب حتى تصل إلى الكليتين. 2-تكون أكياس دهنية وخاصة في مكان البظر أو تكون حويصلات جلدية على خط الغرز الجراحية نتيجة إندغام بعض الخلايا الجلية في عمق النسيج لندبي بالإضافة إلى تكون أوراماً عصبية عند نهايات الأعصاب المكشوفة بعد بتر الأعضاء .. وهي مؤلمة جداً عند اللمس.. مما يستدعى إزالته جراحياً. ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 1 ختان الإناث ... إلى متى؟!، 18. 2 ختان الإناث .... إلى متى؟، 18. 3 سهام عبد السلام، مجدي حلمي، مفاهيم جديدة لحياة أفضل،75. 4 من تجربتي الخاصة. 5 جرجس عبد الملاك بدير، الثقافة الجنسية، 6. 4 3- تكون أنسجة ليفية مكان الأعضاء المبتورة تسبب آلاماً عند الجماع وتعسر الولادة ونزيف حاد بعد الولادة نتيجة تمزق الأنسجة الليفية غير المرنة. 4- احتقان مزمن بالحوض: وتعتبر من أهم المضاعفات المزمنة وأكثرها شيوعاً بين المختتنات نتيجة عدم الوصول إلى مرحلة الإشباع الجنسي أثناء الجماع، ويظهر هذا الاحتقان في شكل آلام مزمنة أسفل البطن والظهر بالإضافة إلى عدم انتظام الطمث ووجود إفرازات مهبلية. 1 5- الالتصاقات: وتحدث في 30% من المختتنات نتيجة استئصال جزء كبير من الشفرتين على جانبي الأعضاء الخارجية. 6- "نمو مفرط للنسيج الندبي المؤلم في موضع الجرح مما قد يؤدي إلى تشوهات في هذا الجزء من جسم المرأة ويحدث في 5% من الحالات". 2 ثانياً: المضاعفات والأضرار النفسية لممارسة ختان الإناث: يتسبب تعرض الفتاة لعملية الختان في إصابتها بواحد أو أكثر من المضاعفات التالية حسب درجة وعيها واعتزازها بشخصيتها وقدرتها على مواجهة الصدمات. 1- القلق: قد يبدأ القلق لدى الفتاة قبل حدوث الختان نفسه ويزداد هذا القلق ليصبح رعباً شديداً عندما تسمع الفتاة عن موعد ختانها، خاصة إذا كان لديها خبرات سلبية سابقة لما حدث لأقاربها. 2- الصدمة النفسية : تحدث نتيجة اكتشاف الفتاة أن كل ما قيل لها عن فوائد الختان وأهميته غير صحيح. وأنها تجربة في غاية الألم يدفعها إليها أقرب الناس وأحبهم بالنسبة لها. 3- الشعور بالخزي وتشويه صورة الذات: معظم الفتيات لا تصدقن المبررات التقليدية لهذه الممارسة. كما تشعرن بالمهانة عند القول أنها ضرورية للحفاظ على أخلاقها وحمايتها من الانحراف. 4- الخوف من الزواج: يترك الختان ذكرى مؤلمة في نفس الفتاة تتذكرها وينتابها الخوف خاصة عندما يقترب موعد زفافها. وقد رأيت حالات كثيرة من الفتيات يؤجلوا ميعاد زواجهم بسبب خوفهم من تكرار هذه الذكرى المؤلمة وهو يوم الختان. 5- عدم الوصول إلى الإشباع الجنسي: يزداد هذا الاحتمال كلما زادت درجة التشويه للأعضاء التناسلية الخارجية. كما أن شعور الزوجة بأن الجماع يحقق المتعة للرجل فقط دونها يجعلها تنظر إليه أنه إنسان أناني يحب نفسه فقط، وقد يتطور هذا الشعور إلى الدرجة التي تفسد الوئام النفسي بين الزوجين، فتكثر التوترات وتحدث مشكلات اجتماعية عديدة. 6- عدم الإقبال على العلاقة الجنسية: قد تكره المرأة المعاشرة الزوجية مع تكرار عدم الوصول إلى الإشباع وشعورها ببعض الألم أثناء الجماع. وقد يؤدي تكرار هذا الشعور على المدى البعيد قلة نشاط مركز الغريزة بالمخ، مما يؤدي إلى عدم الرغبة في المعاشرة كليةً. 7-الإحباط والاكتئاب (لدى الزوجين): قد يحدث اكتئاب أو عصبية زائدة لدى بعض السيدات في حالة الإحباط الجنسي المتكرر. كذلك قد يشعر الزوج بالعجز والإحباط لشعوره بعدم قدرته على إشباع رغبات زوجته. قد يتطور هذا الشعور ليصل إلى مرحلة متقدمة من العجز العضوي الذي يظهر في صورة ضعف في الانتصاب. كما أن ذلك الشعور قد يدفعه إلى تعاطي المخدرات ظناً منه أنها تطيل فترة الجماع، وهذا الاعتقاد خاطئ إذ أنها فقط تفقده الإحساس بالوقت. 3 ثالثاً: الأضرار والمضاعفات الجنسية لممارسة ختان الإناث: 1- ممارسة جنسية في الزواج غير ناجحة وهذا لما قالته لليان فهيم في كتابها: ممارسة جنسية غير ناجحة تؤدي بدورها إلى مشاكل زوجية قد تصل إلى الطلاق حوالي 18% من الأزواج ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 1 من تجربتي الخاصة. 2 ختان الإناث... إلى متى؟، 19، 20. 3 ختان الإناث... إلى متى؟، 21. 5 الذين تزوجوا بسيدات ختنوا في طفولتهن أدمنوا المخدرات وفي دراسة اجتماعية أجريت عل 2000 سيدة مختونة كانت النتائج كالآتي: - 1 % يشعرن بنقص أنوثتهن. - 10 % يشعرن بضعف رغبتهن في الممارسة الجنسية مع الأزواج. - 50 % يعانين آلام الحوض والرحم. - 5 % يعانين من الاكتئاب. - 6 % نسبة طلاق. 1 2- ضعف التجاوب الجنسي وعدم الوصول للإشباع الجنسي نتيجة قطع البظر والشفرتين الصغيرتين وهما الأعضاء الجنسية الأساسية المتخصصة في حدوث الإشباع الجنسي وعادة تكون المرأة باردة جنسياً بسبب الختان بالرغم من أن طبيعة المرأة ليست باردة جنسياً كما يقول البعض لكن قطع البظر والشفرتين الصغيرتين التي هي بمثابة الأعضاء المهمة بالنسبة للإشباع الجنسي مساوياً لقضيب الرجل في الإثارة وفي الإشباع إيضاً فلابد أن نعرف أهمية تلك الأعضاء التي يتم بترها. ويلخص كتاب ختان الإناث ويقول: "إن المفهوم السائد بأن قطع البظر أو الخفض يقللان من الرغبة الجنسية هو مفهوم خاطئ وفي الواقع فإن الرغبة تبقى كما هي لأنها تنشأ من المخ مثل باقي الغرائز البشرية ولكن إشباعها صبح أقل وهذا ما يؤثر على العلاقات الزوجية". 2 3-الخوف من العلاقات الجنسية في إطار الزواج نتيجة للألم العضوي أو التقدمي الذي ينشأ نتيجة لعدم التفاعل الجنسي أثناء الجماع، وضعف هذا التفاعل غالباً ما ينجم عن تحقيق متعة الرجل التي تنتهي بالقذف ووصوله للإشباع الجنسي دون المرأة، مما يشعرها بأنانية الرجل الذي يهتم بمتعته فقط وقد يتطور هذا الضرر حتى يصل إلى فقد الرغبة في العلاقة الجنسية لدى الزوجة بما قد يؤثر على قدرته وعلى مدى استمتاعه بالجماع. 4-عندما يتكرر الإحباط الجنسي لدى الزوجة، فإنها تصبح في النهاية مجرد كتلة جسدية بلا روح تنحصر وظيفتها في تقديم المتعة للزوج. رابعاً: الأضرار الاجتماعية لختان الإناث: توجد أيضاً أضرار إجتماعية تؤثر على الفتاة المختونة وعلى المحيطين بها أيضاً سواء كان المجتمع الذي تعيش فيه أوعلاقتها بزوجها وبين أقربائها واحساسها أن المجتمع الذي يحيط بها مجتمع أناني لا يضعها في وضعها السليم إذ يحكم عليها بالقهر والمهانة، وكيف ينمو مجتمع يعاني نصفه من المشكلات التي لا يجرؤ على البوح بها، وتمسكه بالخرافات والاعتقادات الخاطئة وعدم مواجهة هذه الخرافات مما يؤخر تقدمه وانضمامه لصفوف العالم المتقدم. وقد قالت سهام عبد السلام ومجدي حلمي عن الأضرار الاجتماعية ما يلي: 1- التخلف الاجتماعي: لأن عدم مواجهة الحقائق العلمية والاعتراف بها والتصرف على هديها ،يعني أن المجتمع متمسك بالخرافات، مما يؤخر انضمامه لصفوف العالم المتقدم. 2- معاناة النساء وإحساسهن بالقهر والمهانة: يزيد من التخلف الاجتماعي، إذ كيف يتقدم مجتمع يعاني نصفه من كل هذه المشكلات ولا يجرؤ حتى على البوح بها. 3- إفساد العلاقة بين الزوجين: وما قد يترتب عليه من تعاسة أسرية. 4- إفساد العلاقة بين المرأة وبين أقربائها الذين تسببوا في إجراء هذا التشويه لها في طفولتها، حتى ولو كانوا من الأقارب، إذ تكِن لهم مشاعر سلبية لا يمحوها الزمن. 3 ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 1 لليان فهيم، البيت المسيحي، 124. 2 ختان الإناث... إلى متى؟، 21. 3 سهام عبد السلام، مجدي حلمي، مفاهيم جديدة لحياة أفضل، 79. 6 الخاتمة

إن ختان الإناث عنف ضد المرأة وإهانة لكرامتها والنساء يسمين يوم الختان "اليوم الأسود". أن التشويه الجنسي للإناث قد يأخذ اشكالآ أو درجات مختلفة حسب عادات ومعتقدات الشعوب المختلفة، ولكن كل أشكال التشويه الجنسي الإناث مرفوضاً تماماً. ولختان الإناث الكثير من المضار الجسدية والنفسية والجنسية والاجتماعية العاجلة أو الآجلة سواء تم بيد الطبيب أو غيره. ومن المضار الجسدية:الألم، النزيف، الصدمة العصبية، متاعب بولية، الألتهابات، الصدمة العصبية. ومن المضار النفسية للختان: القلق، الصدمة النفسية، الشعور بالخزي، الإحباط والاكتئاب، وعدم الإقبال على الزواج. ومن المضار الجنسية: ضعف التجاوب الجنسي، الخوف من العلاقات الجنسية في إطار الزواج، ممارسة جنسية غير ناجحة. ومن المضار الاجتماعية: التخلف الاجتماعي، إحساس النساء بالقهر والمهانة، مشاكل أسرية وزوجية، شعور المرأة بالمرارة تجاه أقاربها الذين تسببوا في ختانها. أن الأعضاء التناسلية الكاملة للمرأة لها دور هام وأساسي في تحقيق الإشباع الجنسي لكلا الطرفين المرأة والرجل، لذلك فالختان يعرقل تحقيق هذا الإشباع عند المرأة لغياب الأعضاء المسئولة عن تحقيقه. ومن خلال ما سبق نستنتج أن: كل عضو من أعضاء التأنيث ليس زوائد، وان الرغبة الجنسية تنشا في المخ وليس في الأعضاء الجنسية الخارجية وكل جزء منها له أهمية ووظيفة هذه الأعضاء هي مساعدة المرأة على الوصول للإشباع الجنسي. عدم وجود فرق بين المختنة وغير المختنة من الناحية الأخلاقية، فالأخلاق تعتمد في الأساس على التربية الحسنة والتعليم والقدوة. العلم والدين يمنع ختان الإناث إذ لم يذكر الكتاب المقدس أي شيء عن ختان الإناث وأريد أن لا تصدق الخرافة التي تقول أن ختان البنت أساساً ضروري لقبول الرجل للزواج منها حيث ربطوا ختان البنت بعفتها أو هو وسيلة لسيطرة الرجل على المرأة أو أن هذا الجزء الذي يستأصل هو جزء ذكري لا يقبله الزوج وهذه معلومات خاطئة. إن ختان الإناث عادة بربرية وغير متحضرة وضارة وظالمة للسيدات. يجب أن نحاربها حتى نستأصلها وذلك بنشر الوع

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق